الاعلام في دول العالم الاسلامي
سلطة رابعة بيد الحاكم
الاعلام لغة هو
الإخبار السريع أما اصطلاحا فله عدة تعاريف ولكن أكثرها انطباقا للواقع كما ذكره
الاستاذ عصمت الحموري في بحثه سياسة الاعلام في الدولة الاسلامية هو بأنه ايصال
معلومة معينة إلى المتلقي لهدف معين
بأسلوب يخدم ذلك الهدف ويتوقع منه أن يؤثر في المتلقي ويغير من ردود فعله. ويذكر
الاستاذ عصمت الحموري تعريف الاعلام الاسلامي بأنه، "تزويد الجمهور المستقبِل
بالحقائق الثابته والاخبار الصادقة المستندة إلى أدلتها الشرعية، والمعلومات
الصحيحة، باستخدام أفضل الوسائل والاساليب، بالإضافة إلى تزويده بالأبحاث
والدراسات والبرامج الوثائقية في ميادين الحياة المختلفة".
ويعد الإعلام في زماننا أداة فاعلة في
التأثير على توجه الرأي العام وعلى صياغته وتكوينه، فالإعلام في وقتنا الراهن يعد
قوة مؤثرة حتى بدا للرأسماليين أن يطلقوا عليه اسم السلطة الرابعة لما له من أهمية
وقوة وتأثير . ولم يبق بيت او يكاد الا ودخله سواء الفضائيات او باقي الوسائل الاعلامية
المختلفة ..وللاعلام تاثير عظيم على الناس سواء في الجانب الاقتصادي او الفكري او
غيره.
وأداة لها هذه الأهمية والقوة والتأثير لم
يكن مستغرباً على الغرب وأدواته من حكام
في بلدان الدول العربية والاسلامية أن يسيطروا عليها ويسخروها لتمرير مخططاتهم
ومؤامراتهم وحرب مشروع الأمة الحضاري الذي يراه تهديداً لوجوده الاستعماري وحضارته
البالية، بل إن العديد من مؤسسات الإعلام في عصرنا الراهن كانت من إنشائه لتقوم
بدور ريادي على مستوى قضايا العالم خدمة لمصالحهم . ولا يخفى ما يروج له الاعلام
العربي والغربي من مشاريع الدولة المدنية الديمقراطية لإبقاء هيمنته ونفوذه على
بلاد المسلمين، ومحاربة مشروع الدولة الإسلامية، دولة الخلافة، مشروع الأمة
التحرري النهضوي. فهو يسخر كامل طاقته لحرف المسلمين خاصة في بلدان الربيع العربي
عن تحقيق مشروع تحرر حقيقي من ربقة الاستعمار إذ أنه يسعى لإحراز أعلى قدر من
التأثير على الرأي العام ومن تسويق المشاريع الاستعمارية،و تلبس وسائل الإعلام
لبوس النزاهة والحيادية، وحقيقتها خلاف ذلك، فما تدّعيه وسائل الإعلام من الحيادية
والنزاهة والمهنية في نقل الخبر، هي دعاوى كاذبة ومحض خداع وتضليل، فهي لا تنقل
الخبر إلا بعد تمريره على غرف التحرير (مطابخ الإعلام) ليظهر وفق السياسة المرسومة
لتلك الوسائل بإعادة صياغته أو إظهار بعض جوانبه وطمس الأخرى أو حتى طمس الخبر
بالكلية وذلك راجع لطبيعة الخبر وللسياسة المتبعة لدى تلك الوسائل. فعلى مستوى
الإذاعة المسموعة فإنّ الدّول الكبرى: (تتّحكّم في تسعين بالمئة (90%) من الموجات
الإذاعيّة في العالم، وعلى مستوى الأنباء والأخبار فإنّ العالم يحصل على أكثر من
ثمانين بالمئة (80%) من أخباره من وكالات الأنباء الخمس الكبرى؛ رويترز
البريطانية، ووكالة الصحافة الفرنسية، ووكالة الأسوشييتد برس واليونايتد برس
الأمريكيّتين، ووكالة إيترتاس الروسية).
الاعلام والسيطرة على
الشعوب
لا يخفى على أي
حصيف بأن الجهات السياسية التي تقف وراء الأعلام تنفذ اجندات مختلفة أو تمرر مؤامرات خصوصا وأن
الأمة حاليا تتجه نحوى نهضة حقيقية بعد أن بان عوار الديمقراطية وما احداث مصر عنا
ببعيد، فالديمقراطية بضاعة غربية يجيد استخدامها وتوظيفها لأهدافه ويتخلى عنها
عندما لا تحقق إلى ما تصبوا إليه تلك الدول. وإن الغرب وأدواته من حكام العرب
والمسلمين لا تعجزهم الحيلة في توظيف واستخدام الاعلام لتنفيذ أو تبرير سياسات
داخليه أوالخارجية فيحشد لها جيوشا من الاعلاميين والمثقفين والسياسيين ووسائل
متنوعة للدعاية والاعلام تخدم تلك الجهات وتقوم بالسيطرة على الرأي العام في
العالم أو في تلك البلدان. يقول عالم
اللسانيات والمفكر الامريكي أفرام نعوم تشومسكي في كتابه ‘‘اسلحة صامتة لحروب هادئة‘‘ أن وسائل الاعلام العالمية
و دوائر نفوذ العالمي والحكومات ،تستعمل استراتيجيات يستخدمها الاعلام للسيطرة على
الشعوب وللتلاعب بعقول الجماهير من أجل توجية سلوكهم و السيطرة على أفعالهم
وتفكيرهم ومن هذه الاستراتيجيات:-
1)
استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم
بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة
والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل
من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة
من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس،
بيولوجيا الأعصاب و علم الحواسيب. "حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن
المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات
أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت
للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات.
2)
ابتكر المشاكل ... ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا
"المشكلة - ردّة الفعل - الحل". في الأول نبتكر مشكلة أو
"موقفا" متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، و حتى يطالب
هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: ترك العنف الحضري يتنامى، أو
تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته، أو: ابتكار
أزمة مالية حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردّي الخدمات
العمومية كشرّ لا بدّ منه.
3)
استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ
تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم
10 سنوات. وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف سياسية واقتصاديّة لا تضمن العيش
الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة.
4)
استراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل
اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء "مؤلم ولكنّه
ضروري"، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في
المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينيّة. أوّلا لأن
المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن
"كل شيء سيكون أفضل في الغد"، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية
المطلوبة في المستقبل. وأخيرا، يترك كلّ هذا الوقت للشعب حتى يتعوّد على فكرة
التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها.
5)
مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة
لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، وكثيرا ما تقترب من مستوى
التخلّف الذهني، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة
المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. أرد هنا مثلا نشرت جريدة القدس خبراً
بتاريخ 29-8-2013 مفاده " صرصور يثير الهلع في مكتب محاماه"
6)
استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية
تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال
المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف،
نزعات، أو سلوكيّات.
7)
إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات
والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. "يجب أن تكون نوعيّة التّعليم
المقدّم للطبقات السّفلى هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي
تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى"
8)
تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من
"الرّائع" أن يكون غبيّا، همجيّا و جاهلا
9)
تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد
عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه ويحس
بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابيّة يكون أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة!
10) معرفة الأفراد أكثر
ممّا يعرفون أنفسهم: خلال الخمسين سنة الماضية، عملت التطوّرات العلميّة المذهلة
هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب
الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل
"النّظام" إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي
والنّفسي. أصبح هذا "النّظام" قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا
يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام - في أغلب الحالات - يملك سلطة على الأفراد أكثر
من تلك التي يملكونها على أنفسهم.
السياسات
المتبعة لإلهاء الرأي العام وترويضه في العالم العربي
إن الأنظمة الحاكمة في العالم العربي عادة
ما تسعى لتثبيت أنظمتها بعدد من الأساليب الماكرة التي تجعل الشعب يظل رهن التبعية
والإذلال، ومستفيدة من الاستراتيجيات السابقة ومن هذه الأساليب:
أولاً: سياسة الإغراق بالمشاكل الحياتية اليومية:
ويقصد من وراء هذه السياسة إلهاء الناس بمشاكلهم المعيشية وهموم أرزاقهم حتى تستهلك وقتهم وتستحوذ على تفكيرهم، بحيث لا يبقى لديهم الوقت اللازم للتفكير في غير همومهم الشخصية الآنية المتجددة والمتعددة. وهذه السياسة تتبع في معظم الأقطار المنتمية إلى ما يسمونه العالم الثالث والذي يشكل العالم الإسلامي غالبية سكانه، ويقوم الإعلام بتغطية هذه السياسة كما ترسمها الأجهزة التي خططت لهذه الحالة، وتتوخى الأجهزة من وراء ذلك إيصال الرأي العام إلى مجموعة من القناعات والتي لم يكن بالإمكان إيصال جمهور الناس إليها بدون وسائل الضغط والتركيع والإذلال، بحيث يصبح كل حل أقل إذلالاً أو أخف وطأةً ليس مقبولاً فقط بل مطلباً شعبياً، والأمثلة على ذلك كثيرة في العالم الإسلامي، وليس أقلها طوابير الناس التي تنتظر دورها للحصول على السلع الضرورية، وليس هناك بلد أحسن حالاً من غيره بل التفاضل هو في من هو الأسوأ ومن هو الأقل سوءاً.
ثانياً: سياسة الإلهاء بالرياضة والنشاطات الشبابية:
مثل إقامة المباريات بشكل دائم وسباقات الخيل والسيارات والإبل، والإكثار من النوادي، والتركيز الإعلامي بالنقل الحي، وجعل متابعة نتائج المباريات على كل شفة ولسان للشباب المراهق، وتنصيب وزراء وأمراء للشباب والرياضة، فالرياضة كرياضة لاشيء فيها، أما أن تستعمل وسيلة لتخدير الطاقات الشابة وإلهائها عما يدور حولها فتلك مصيبة من المصائب التي تعاني منها أمتنا الإسلامية. فعندما يريد الحاكم التعتيم على قضية أو صفقة محلية أو دولية فإنه يلجأ إلى استعمال هذا المخدر، وحشد جميع وسائل الإعلام لتغطية المباريات المحلية أو الدولية أو الأولمبية. يقول نعوم تشومسكي المسابقات الرياضية تلعب دوراً اجتماعياً في توليد مواقف وطنية متعصبة. إنها مصممة لتنظيم شعب يدين بالولاء لجلاديه.
ثالثاً: سياسة الإلهاء بكل مظاهر الترف واللهث وراء المال:
أن الأنظمة الحاكمة تسهل سبل المنافسة على الدنيا، وتفتح المجالات الواسعة عن طريق وسائل الدعاية والإعلام لكي يغرق الناس في الترف الزائف، وجمع المال لحيازة أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا من سلع كمالية والسفر شرقاً وغرباً للمجون والقمار وتبذير المال واقتناء آخر ما صنعته مصانع الغرب من سيارات باهظة الأثمان؛ لأن كل ذلك يصرف أنظار الناس عن السياسة والحكام وهذا هو المطلوب. هذا في الدول الغنية، والشرائح المترفة، أما الدول الفقيرة فيقوم الحاكم بسياسة (جوّع كلبك يتبعك)، وتعييش الناس على الأمل بالقول إن عام 2010م هو عام الرخاء، وهذا آخر عام للفساد والمفسدين، وسوف ننتج مليارات من الغاز والنفط، وسوف نضع المزيد من أحجار الأساس، ونفتح العديد من المشاريع. أما القوى المؤثرة في المجتمع فيتم شراؤها بالمال الحرام، بل ويشترون المثقفين وأهل القوة وأصحاب الأقلام كذلك!
رابعاً: سياسة كمّ الأفواه:
واتباع هذه السياسة من شأنه أن يولد في نفوس الناس الخوف والجبن والقبول بالأمر الواقع رغم قناعتهم بوجوب تغييره، ويصبح لسان حالهم يقول ما يردده المصريون: (الحيطان لها ودان)، (عايزين ناكل عيش)، (مش عايز أروح اللومان)، وإمعاناً من الحكام في إثارة الرعب في قلوب الناس أوجدوا هالة من الرعب حول معتقلاتهم بمجرد ذكر أسمائها، وهذا التخويف مقصود لردع كل من تسوّل له نفسه مخالفة الحاكم لذلك روّج الحكام وزبانيتهم لأسماء معتقلاتهم حتى تحفظها الناس وتكون مصدر ترهيب لهم، مثل سجني أبي زعبل وطرة في مصر، وسجن الرمل في لبنان قبل أن يهدم، وسجن الحصان الأسود في ليبيا قبل نقل مكانه وتوسيعه، و"صبل الليل" في صنعاء، وسجن المزة في سوريا، وسجن الجفر في الأردن... تلك السجون وغيرها الممتدة على طول العالم الإسلامي وعرضه والتي يقبع في زنازينها الآلاف من المظلومين الذين يمارس ضدهم كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي
أولاً: سياسة الإغراق بالمشاكل الحياتية اليومية:
ويقصد من وراء هذه السياسة إلهاء الناس بمشاكلهم المعيشية وهموم أرزاقهم حتى تستهلك وقتهم وتستحوذ على تفكيرهم، بحيث لا يبقى لديهم الوقت اللازم للتفكير في غير همومهم الشخصية الآنية المتجددة والمتعددة. وهذه السياسة تتبع في معظم الأقطار المنتمية إلى ما يسمونه العالم الثالث والذي يشكل العالم الإسلامي غالبية سكانه، ويقوم الإعلام بتغطية هذه السياسة كما ترسمها الأجهزة التي خططت لهذه الحالة، وتتوخى الأجهزة من وراء ذلك إيصال الرأي العام إلى مجموعة من القناعات والتي لم يكن بالإمكان إيصال جمهور الناس إليها بدون وسائل الضغط والتركيع والإذلال، بحيث يصبح كل حل أقل إذلالاً أو أخف وطأةً ليس مقبولاً فقط بل مطلباً شعبياً، والأمثلة على ذلك كثيرة في العالم الإسلامي، وليس أقلها طوابير الناس التي تنتظر دورها للحصول على السلع الضرورية، وليس هناك بلد أحسن حالاً من غيره بل التفاضل هو في من هو الأسوأ ومن هو الأقل سوءاً.
ثانياً: سياسة الإلهاء بالرياضة والنشاطات الشبابية:
مثل إقامة المباريات بشكل دائم وسباقات الخيل والسيارات والإبل، والإكثار من النوادي، والتركيز الإعلامي بالنقل الحي، وجعل متابعة نتائج المباريات على كل شفة ولسان للشباب المراهق، وتنصيب وزراء وأمراء للشباب والرياضة، فالرياضة كرياضة لاشيء فيها، أما أن تستعمل وسيلة لتخدير الطاقات الشابة وإلهائها عما يدور حولها فتلك مصيبة من المصائب التي تعاني منها أمتنا الإسلامية. فعندما يريد الحاكم التعتيم على قضية أو صفقة محلية أو دولية فإنه يلجأ إلى استعمال هذا المخدر، وحشد جميع وسائل الإعلام لتغطية المباريات المحلية أو الدولية أو الأولمبية. يقول نعوم تشومسكي المسابقات الرياضية تلعب دوراً اجتماعياً في توليد مواقف وطنية متعصبة. إنها مصممة لتنظيم شعب يدين بالولاء لجلاديه.
ثالثاً: سياسة الإلهاء بكل مظاهر الترف واللهث وراء المال:
أن الأنظمة الحاكمة تسهل سبل المنافسة على الدنيا، وتفتح المجالات الواسعة عن طريق وسائل الدعاية والإعلام لكي يغرق الناس في الترف الزائف، وجمع المال لحيازة أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا من سلع كمالية والسفر شرقاً وغرباً للمجون والقمار وتبذير المال واقتناء آخر ما صنعته مصانع الغرب من سيارات باهظة الأثمان؛ لأن كل ذلك يصرف أنظار الناس عن السياسة والحكام وهذا هو المطلوب. هذا في الدول الغنية، والشرائح المترفة، أما الدول الفقيرة فيقوم الحاكم بسياسة (جوّع كلبك يتبعك)، وتعييش الناس على الأمل بالقول إن عام 2010م هو عام الرخاء، وهذا آخر عام للفساد والمفسدين، وسوف ننتج مليارات من الغاز والنفط، وسوف نضع المزيد من أحجار الأساس، ونفتح العديد من المشاريع. أما القوى المؤثرة في المجتمع فيتم شراؤها بالمال الحرام، بل ويشترون المثقفين وأهل القوة وأصحاب الأقلام كذلك!
رابعاً: سياسة كمّ الأفواه:
واتباع هذه السياسة من شأنه أن يولد في نفوس الناس الخوف والجبن والقبول بالأمر الواقع رغم قناعتهم بوجوب تغييره، ويصبح لسان حالهم يقول ما يردده المصريون: (الحيطان لها ودان)، (عايزين ناكل عيش)، (مش عايز أروح اللومان)، وإمعاناً من الحكام في إثارة الرعب في قلوب الناس أوجدوا هالة من الرعب حول معتقلاتهم بمجرد ذكر أسمائها، وهذا التخويف مقصود لردع كل من تسوّل له نفسه مخالفة الحاكم لذلك روّج الحكام وزبانيتهم لأسماء معتقلاتهم حتى تحفظها الناس وتكون مصدر ترهيب لهم، مثل سجني أبي زعبل وطرة في مصر، وسجن الرمل في لبنان قبل أن يهدم، وسجن الحصان الأسود في ليبيا قبل نقل مكانه وتوسيعه، و"صبل الليل" في صنعاء، وسجن المزة في سوريا، وسجن الجفر في الأردن... تلك السجون وغيرها الممتدة على طول العالم الإسلامي وعرضه والتي يقبع في زنازينها الآلاف من المظلومين الذين يمارس ضدهم كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي
خامساً: سياسة تنفيس الرأي العام:
حيث يسمح الحاكم لفئة محسوبة على النظام بانتقاده ضمن خطوط حمراء لا يتجاوزها الممثل الذي ينتقد النظام دون رأسه، وقد يقوم بهذا الدور وزير أو إعلامي كبير أو حزب معارضة حتى يوهم الناس بأن التقصير أو الظلم الذي وقع على الناس هو من جراء تفريط المسؤولين الصغار، ولا يتحمل هو تقصير هؤلاء ، فيغنيه كل عرض مسرحي عن مظاهرة في الشارع، ويمضي الحاكم في تبجحه وادعائه بأنه يريد للعبة الديمقراطية أن تأخذ مجراها فيكون هو الخصم والحكم في الوقت نفسه!!
سادساً: سياسة كبش الفداء:
حيث يقوم رأس السلطة بتغيير الحكومة وحلها أو إقالة وزير من أجل أن يفدي نفسه ويمتص غضبة الناس على الفساد وسوء إدارة البلاد، وتكون هذه الإجراءات خدعة جديدة للرأي العام تضاف إلى رصيد الحاكم من الألاعيب السياسية الأخرى.
سابعاً: سياسة الضربة الوقائية:
تقوم بعض الأنظمة بحملة إعلامية وقائية بغية استباق تطورات سياسية داخلية، أو حين تشتَمُّ رائحة تمرد أو تململ لدى الناس؛ فتقوم بخطوات معينة قد تشمل تعطيل بعض الصحف واعتقال بعض الصحفيين والمفكرين الذين لا ينتمون للنظام ولا يدينون له بالولاء، ويرافق ذلك حملة تشهير إعلامية واتهامات تصل إلى حد التآمر على النظام، وتهديد أمن الدولة، وتهمة الارتباط بدولة أجنبية لا يذكر اسمها إمعاناً في التضليل، وهذه الإجراءات الوقائية تتسم بالمفاجأة والقسوة والسرعة الخاطفة حتى تؤتي ثمارها كضربة وقائية، وأحياناً تتم هذه الإجراءات بسرية تامة وتعتيم كامل حتى لا تحدث صدًى لدى الرأي العام، وحتى لا تحسب مؤشراً على ضعف النظام وعلى وجود معارضين يطالبون بتغييره جذرياً.
ثامناً: سياسة ركوب الموجة:
وهذه السياسة من أكثر السياسات رواجاً عند صيادي الفرص الذين يستغلون ظروفاً معينة أو أحداثاً خاصةً، فينخرطون بها ويتبنونها فيختلط الأمر على المراقب حتى يكاد لا يميز بين الأصيل والدخيل؛ مما يسبب ضياعاً في الرأي العام، وتبديداً للجهود المخلصة، وتفشيلاً لها، وتيئيساً لمن أخذ الأمر على محمل الجد ولم يتلوث بالحيل التي نصبت له شراكها. وكثيراً ما نرى أن موجة السخط على الحاكم والملك والرئيس تخمد فجأة دون أن تبصر الإصبع الذي أطفأها، ولاشك أن ركوب الموجة وتبني مطالب الناس، ولو إعلامياً بالكلام المنمق، يساعد على الحد من جذوة الحماس، وقد يؤدي إلى عكس ما طالب به جمهور الناس. فمثلا مع اشتعال الربيع العربي وسقوط حكام بادر ملك المغرب بركوب الموجة فأوعز إلى الاسلاميين بتشكيل حكومة ديمقراطية هي حكومة بنكيران ذات الطابع الاخواني وبهذا أمتص نقمة الشعب في المغرب مع أن الفقر ينهش لحوم الناس هناك وهم يتطلعون بشوق إلى قلع هذا النظام الفاجر المفسد. ويكون النظام قد مال مع الريح تحاشياً للسقوط والاجتثاث (إذا مالت الريح مال حيث تميل) وهو بذلك التمويه والخداع يكون قد لبس جلد الثعلب أو التمساح؛ لأنه لاقبل له بمواجهة التيار الهادر الذي ينوي اقتلاعه من الجذور.
تاسعاً: سياسة الانحناء للموجة:
على العكس من السياسة السابقة حينما يتعرض بعض الساسة أو الزعماء إلى عاصفة هوجاء من الانتقادات والمعارضة لسياسته، فانه يلجأ إلى تجاهل النقد والمعارضة، ويمتنع عن الإدلاء بأي تصريح أو رأي أو حتى الظهور عبر أجهزة الإعلام، ريثما تهدأ العاصفة، وتنجلي المواقف، ويعود الرأي العام إلى سابق عهده، وينسى الجمهور ما حدث مراهنين بذلك على ظاهرة النسيان التي يتصف بها بنو البشر ويبنون عليها الكثير من خططهم ومشاريعهم الإعلامية؛ لذلك يلاحظ تكرار خطط وأكاذيب عفا عليها الزمن واستعملت أكثر من مرة، ولكن الاتكال على ظاهرة النسيان لدى الشعوب يجعل الحكام في مأمن من انكشاف أكاذيبهم وخدعهم.
عاشراً: سياسة قصة قميص عثمان:
قصة المطالبة بدم سيدنا عثمان (رضي الله عنه) معروفة والتي ذهبت مثلاً، ثم أصبحت مثلاً يحتذى لدى السياسيين وأجهزة إعلامهم بل أبواقهم المسموعة والمرئية والمقروءة، فحينما يريد البعض سَوْق الناس بالجملة تجاه أهدافه ومخططات الأسياد الكبار؛ فإنه يلجأ إلى حيلة الثعالب، وذلك بالتقرب إلى الناس حين يتظاهر بتمجيد رمز من رموزهم يحترمونه أو حتى يقدسونه، فعلى سبيل المثال يتمسح الكثيرون بالقضية الفلسطينية، وكلما رغبوا في تبييض صفحاتهم السوداء لدى أتباعهم لجأوا إلى التغني بدعم القضية والنضال من أجلها، ويصورون للناس أنهم طيلة الحياة وحتى الممات يسعون بدأب وجهود متواصلة بلا كلل ولا ملل لإرجاع جزء من فلسطين لأهلها أو إرجاع جزء من أهلها إليها للعيش مع يهود، هذا ما يعلن، أما ما يبقى سراً فهو اللقاءات الودية المتكررة مع زعماء يهود
حيث يسمح الحاكم لفئة محسوبة على النظام بانتقاده ضمن خطوط حمراء لا يتجاوزها الممثل الذي ينتقد النظام دون رأسه، وقد يقوم بهذا الدور وزير أو إعلامي كبير أو حزب معارضة حتى يوهم الناس بأن التقصير أو الظلم الذي وقع على الناس هو من جراء تفريط المسؤولين الصغار، ولا يتحمل هو تقصير هؤلاء ، فيغنيه كل عرض مسرحي عن مظاهرة في الشارع، ويمضي الحاكم في تبجحه وادعائه بأنه يريد للعبة الديمقراطية أن تأخذ مجراها فيكون هو الخصم والحكم في الوقت نفسه!!
سادساً: سياسة كبش الفداء:
حيث يقوم رأس السلطة بتغيير الحكومة وحلها أو إقالة وزير من أجل أن يفدي نفسه ويمتص غضبة الناس على الفساد وسوء إدارة البلاد، وتكون هذه الإجراءات خدعة جديدة للرأي العام تضاف إلى رصيد الحاكم من الألاعيب السياسية الأخرى.
سابعاً: سياسة الضربة الوقائية:
تقوم بعض الأنظمة بحملة إعلامية وقائية بغية استباق تطورات سياسية داخلية، أو حين تشتَمُّ رائحة تمرد أو تململ لدى الناس؛ فتقوم بخطوات معينة قد تشمل تعطيل بعض الصحف واعتقال بعض الصحفيين والمفكرين الذين لا ينتمون للنظام ولا يدينون له بالولاء، ويرافق ذلك حملة تشهير إعلامية واتهامات تصل إلى حد التآمر على النظام، وتهديد أمن الدولة، وتهمة الارتباط بدولة أجنبية لا يذكر اسمها إمعاناً في التضليل، وهذه الإجراءات الوقائية تتسم بالمفاجأة والقسوة والسرعة الخاطفة حتى تؤتي ثمارها كضربة وقائية، وأحياناً تتم هذه الإجراءات بسرية تامة وتعتيم كامل حتى لا تحدث صدًى لدى الرأي العام، وحتى لا تحسب مؤشراً على ضعف النظام وعلى وجود معارضين يطالبون بتغييره جذرياً.
ثامناً: سياسة ركوب الموجة:
وهذه السياسة من أكثر السياسات رواجاً عند صيادي الفرص الذين يستغلون ظروفاً معينة أو أحداثاً خاصةً، فينخرطون بها ويتبنونها فيختلط الأمر على المراقب حتى يكاد لا يميز بين الأصيل والدخيل؛ مما يسبب ضياعاً في الرأي العام، وتبديداً للجهود المخلصة، وتفشيلاً لها، وتيئيساً لمن أخذ الأمر على محمل الجد ولم يتلوث بالحيل التي نصبت له شراكها. وكثيراً ما نرى أن موجة السخط على الحاكم والملك والرئيس تخمد فجأة دون أن تبصر الإصبع الذي أطفأها، ولاشك أن ركوب الموجة وتبني مطالب الناس، ولو إعلامياً بالكلام المنمق، يساعد على الحد من جذوة الحماس، وقد يؤدي إلى عكس ما طالب به جمهور الناس. فمثلا مع اشتعال الربيع العربي وسقوط حكام بادر ملك المغرب بركوب الموجة فأوعز إلى الاسلاميين بتشكيل حكومة ديمقراطية هي حكومة بنكيران ذات الطابع الاخواني وبهذا أمتص نقمة الشعب في المغرب مع أن الفقر ينهش لحوم الناس هناك وهم يتطلعون بشوق إلى قلع هذا النظام الفاجر المفسد. ويكون النظام قد مال مع الريح تحاشياً للسقوط والاجتثاث (إذا مالت الريح مال حيث تميل) وهو بذلك التمويه والخداع يكون قد لبس جلد الثعلب أو التمساح؛ لأنه لاقبل له بمواجهة التيار الهادر الذي ينوي اقتلاعه من الجذور.
تاسعاً: سياسة الانحناء للموجة:
على العكس من السياسة السابقة حينما يتعرض بعض الساسة أو الزعماء إلى عاصفة هوجاء من الانتقادات والمعارضة لسياسته، فانه يلجأ إلى تجاهل النقد والمعارضة، ويمتنع عن الإدلاء بأي تصريح أو رأي أو حتى الظهور عبر أجهزة الإعلام، ريثما تهدأ العاصفة، وتنجلي المواقف، ويعود الرأي العام إلى سابق عهده، وينسى الجمهور ما حدث مراهنين بذلك على ظاهرة النسيان التي يتصف بها بنو البشر ويبنون عليها الكثير من خططهم ومشاريعهم الإعلامية؛ لذلك يلاحظ تكرار خطط وأكاذيب عفا عليها الزمن واستعملت أكثر من مرة، ولكن الاتكال على ظاهرة النسيان لدى الشعوب يجعل الحكام في مأمن من انكشاف أكاذيبهم وخدعهم.
عاشراً: سياسة قصة قميص عثمان:
قصة المطالبة بدم سيدنا عثمان (رضي الله عنه) معروفة والتي ذهبت مثلاً، ثم أصبحت مثلاً يحتذى لدى السياسيين وأجهزة إعلامهم بل أبواقهم المسموعة والمرئية والمقروءة، فحينما يريد البعض سَوْق الناس بالجملة تجاه أهدافه ومخططات الأسياد الكبار؛ فإنه يلجأ إلى حيلة الثعالب، وذلك بالتقرب إلى الناس حين يتظاهر بتمجيد رمز من رموزهم يحترمونه أو حتى يقدسونه، فعلى سبيل المثال يتمسح الكثيرون بالقضية الفلسطينية، وكلما رغبوا في تبييض صفحاتهم السوداء لدى أتباعهم لجأوا إلى التغني بدعم القضية والنضال من أجلها، ويصورون للناس أنهم طيلة الحياة وحتى الممات يسعون بدأب وجهود متواصلة بلا كلل ولا ملل لإرجاع جزء من فلسطين لأهلها أو إرجاع جزء من أهلها إليها للعيش مع يهود، هذا ما يعلن، أما ما يبقى سراً فهو اللقاءات الودية المتكررة مع زعماء يهود
حادي عشر: سياسة الجزرة والعصا:
وهي سياسة الترغيب و الترهيب، ففي البداية يعرضون على الأفراد أو الجماعات الجزرة، فإن قبلوها وقبلوا العبودية لهم تختفي العصا، وإلا تختفي الجزرة وسياسة اللين وتبرز سياسة العسكر والشرطة والسجن والمخابرات والاختطافات والاغتيالات والقتل، وكل هذه المراودات تسبقها وتتخللها حملات إعلامية مكثفة لتسهيل التنفيذ، وأحيانا يقوم الإعلام مقام الوسائل المادية إذا أتقن حَبْكَ الموضوع المراد إقناع الرأي العام به؛ للقضاء على جماعة معينة أو خصوم سياسيين أو قبليين!!
وهي سياسة الترغيب و الترهيب، ففي البداية يعرضون على الأفراد أو الجماعات الجزرة، فإن قبلوها وقبلوا العبودية لهم تختفي العصا، وإلا تختفي الجزرة وسياسة اللين وتبرز سياسة العسكر والشرطة والسجن والمخابرات والاختطافات والاغتيالات والقتل، وكل هذه المراودات تسبقها وتتخللها حملات إعلامية مكثفة لتسهيل التنفيذ، وأحيانا يقوم الإعلام مقام الوسائل المادية إذا أتقن حَبْكَ الموضوع المراد إقناع الرأي العام به؛ للقضاء على جماعة معينة أو خصوم سياسيين أو قبليين!!
وكما سبق ذكره من أن الاعلام سلطة رابعة
بيد الحاكم يستعبد بها الشعوب ويبيض به صفحته فإنه ومن هذا المنطلق لا بد من تسليط
الضوء على بعض ما تدعيه وسائل الاعلام من نزاهة وحيادية وبيان بطلان هذه الافكار
وأنها تمارس التضليل الاعلامي الممنهج لطمس الحقيقة وخداع الناس فمن هذه الافكار:-
فكرة النزاهة
والحيادية في الاعلام
أما ما تدّعيه وسائل الإعلام من حرية
"الرأي" والنزاهة والحيادية وعدم الانحياز، هي دعوى باطلة للأسباب
التالية:
أولاً: إن كبريات مؤسسات الإعلام هي مؤسسات
مدعومة من قبل الدول التي توجهها أو تمتلكها أو تمولها وذلك كمؤسسة البي بي سي
البريطانية التي تمولها الحكومة البريطانية من جمع الضرائب على كل تلفزيون يباع، وأن
شبكة الجزيرة، والعربية والحرة وغيرها مملوكة لدول صاحبة توجهات سياسية، فمن
البديهي أن من يملك المال يملك القرار.
ثانياً: عدم النزاهة وعدم الحيادية تثبت من
خلال تتبع السلوك الإعلامي لتلك المؤسسات ويتمثل ذلك بالآتي :
أ . انتقاؤها للأخبار من حيث الخطاب
والمخاطب؛ وهذا يتم ضمن سياسة منهجية مرسومة ولا يكون ذلك كيفما اتفق، فالمؤسسة
الإعلامية المعينة تنتقي أخبارها وفق توجهاتها السياسية لا الإعلامية، ومثله أيضا
تسليط الأضواء على اعتقال نظام لشخص مغمور لكنه عميل وتابع، وتجاهلها لاعتقال
المئات لا بل آلاف الأشخاص في نفس البلد كونهم ينتمون لتيار إسلامي غير مرغوب به
سلطوياً وإعلامياً.
ومثله كذلك تسليط الأضواء على مبادرات
وأطروحات تكرس تبعية سوريا لأمريكا والغرب مثلا، وتجاوزها لميثاق الخلافة الذي
وقعته عشرات الكتائب، وتجاهلها لهذا المشروع النهضوي المخلّص لسوريا والمسلمين من
هيمنة الغرب، وعدم الإتيان على ذكره أو مناقشته ولو لدحضه أو معارضته.
ومثله ما أورده رئيس المكتب الاعلامي لحزب
التحرير في لبنان أحمد القصص قبل فترة قصيرة من أن كاتب لبناني ترجم مقالا لمجلة
أمريكية مشهورة والتي نشرت في نسختها الورقية المطبوعة ولم تنشره في النسخة
الالكترونية على موقعها على الانترنت
مقالا لهنري كيسينجر يقول فيه لماذا لم تقم أمريكا بدعم الثوار في سوريا
وأبقت على دعم بشار؟ فيقول إن استراتيجية أمريكا في المنطقة هي المحافظة على
استمرار تدفق النفط للغرب وأمن إسرائيل وأضاف هناك متغير خطير جدا هو وجود ثورة في
سورية تريد الاستقلال والتخلص من التبعية وهذا مما لا يمكن أن تؤيده أمريكا.
ب. الشخصيات المستضافة في اللقاءات الصحفية
والمقابلات التلفزيونية؛ إذ تعمد وسائل الإعلام إلى استضافة شخصيات تم إبرازها من
خلال وسائل الإعلام هذه لإعطائها دوراً في الساحة السياسية، ويكون انتقاء هذه
الشخصيات انتقاءً مدروساً موجها وليس عشوائيا بدليل توافق هذه الوسائل على شخصيات
معينة ذات توجهات سياسية معينة وربما لا يكون لها أية صفة رسمية، كما حدث في تغطية
تلك الوسائل لثورات مصر واليمن وسوريا وغيرها.
ج . تهميشها للحركات النهضوية الصحيحة
الداعية لمشروع الأمة، الخلافة، وذلك تمشياً مع سياسة الحكام في حرب فكرة الإسلام
والخلافة، ومثال ذلك تجاهلها لنشاطات حزب التحرير في العالم بأسره، في خضم الثورات
وغيرها، وهي فعاليات ضخمة ملأت أصداؤها سمع الدنيا وبصرها، ومع ذلك تصر وسائل
الإعلام باعتبارها طرفاً رئيساً وهاماً في حرب مشروع الخلافة على تجاهل هذه
النشاطات والفعاليات خوف إبرازها وإظهارها للأمة لئلا يسرّع نشرها من تكون الرأي
العام المناصر لفكرة الخلافة. وإذا ما اضطرت أن تتحدث عن الخلافة أو حزب التحرير
لجأت الى الحديث مع شخص مناهض للحزب معادٍ لفكره وتوجهه لأجل التشويه والتضليل،
بالرغم من أن المتحدثين الإعلامين والناطقين الرسميين والمكاتب الإعلامية للحزب
منتشرة في جميع دول العالم، وهذا يدل على مدى الانحياز الذي تمارسه وسائل الإعلام
ضد فكرة الخلافة والساعين لها.
فكرة استخدام استطلاعات
الرأي في وسائل الاعلام
تجري وسائل الاعلام خصوصا الالكترونية منها
أستطلاعات رأي يكون الهدف منها جس نبض الشارع كما في العديد من استطلاعات الرأي
العربية والعالمية حول وجود غالبية ترى تطبيق الشريعة في دولة الخلافة. فمثلا قامت مؤسسة "جالوب" الأمريكية،
بالكشف في استطلاعها عام 2007 أن أكثر من 90% من "الشعب" المصري يؤيد تحكيم الشريعة
الإسلامية، وأن حوالي ثلثي المصريين يطالبون بجعل الشريعة المصدر الوحيد للتشريع.
وأن مركز الابحاث "بيو" أشار في
الاستطلاع الدولي الذي أُجراه حول الدين والحياة العامة، ونشر في أبريل/ نيسان
2013م، حيث أظهر أنّ 29٪ فقط ممن استُطلعت آراؤهم في باكستان يرون أنّ الديمقراطية
قادرة على حل مشاكل بلدهم، بينما 84% منهم يدعمون اعتماد أحكام الشريعة الإسلامية
باعتبارها القانون الرسمي للبلاد.
كما توظف استطلاعات الرأي للتأثير على
الرأي العام وتوجيه سلوكه بما يخدم السلطة المتنفذة ، ذكر في صحيفة "وورلد تريبيون"
الأميركية "أن حلف شمال الأطلسي يدرس بيانات معلوماتية تشير إلى حصول انقلاب
حاد في موقف السوريين لصالح نظام الأسد. وإن البيانات تشير إلى أن أغلبية الناس في
سورية أصيبوا بالهلع جراء استيلاء تنظيم القاعدة على ما يُسمى المعارضة المسلحة،
وأصبحوا يفضلون بقاء الأسد فقد سئموا الجهاديين وأصبحت كراهيتهم للجهاديين أشد من
كراهيتهم الأسد".
من الواضح للعيان أنه من خلال هذه الأكاذيب
يعملون على تشويه صورة الإسلام والمسلمين المجاهدين في سوريا، مع العلم أن الجيش
الحر نفسه قد أعلن أن كثيرا من قطاعاته وألويته ينسحبون من ولائه الوطني ليتوجهوا
إلى الولاء الشرعي للإسلام والانضمام في صفوف المجاهدين.
ممارسة التضليل
الاعلامي
إن الأصل في
الإعلام إيجاد العلم عند من لا يعلم على وجه الحقيقة، وإلا كان تضليلا. وتأتي أهمية الإعلام، من كونه أهم الأدوات التي تستخدمها الدول في سبيل
الترويج لسياسة معينة أو خط سير محدد لإقناع الرأي العام به وتمرير مشاريع سياسية.
والإعلام والسياسة توأمان لا يفترقان، فالسياسي في الحكم لا يستغني عن الإعلام للتأثير في الرأي العام على الوجه الذي يخدم أغراضه. والإعلام هو لسان الحاكم والسياسي وهو سلاح هام للجيوش، وللقادة العسكريين. وهو كذلك من الوسائل الهامة للأحزاب والكتل السياسية التي تكافح من أجل إيصال أفكارها للناس لقيادتهم. ومن الأمثلة على التضليل الاعلامي كيف أن أمريكا حشدت وجيشت الجيوش على العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل ليتبين بعدها أمام الشعب الأمريكي والعالم من أن الحرب على العراق اعتمدت على "استخبارات خاطئة".
والإعلام والسياسة توأمان لا يفترقان، فالسياسي في الحكم لا يستغني عن الإعلام للتأثير في الرأي العام على الوجه الذي يخدم أغراضه. والإعلام هو لسان الحاكم والسياسي وهو سلاح هام للجيوش، وللقادة العسكريين. وهو كذلك من الوسائل الهامة للأحزاب والكتل السياسية التي تكافح من أجل إيصال أفكارها للناس لقيادتهم. ومن الأمثلة على التضليل الاعلامي كيف أن أمريكا حشدت وجيشت الجيوش على العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل ليتبين بعدها أمام الشعب الأمريكي والعالم من أن الحرب على العراق اعتمدت على "استخبارات خاطئة".
والغرب
وأدواته من حكام المسلمين يوظفون الإعلام في محاربة الإسلام، والسيطرة على تفكير
المسلمين ببرمجة عقولهم التي تخدم اهدافه، بعد أن يقدم لهم المعلومة التي يريدها،
من أجل قلب الحقائق وجعل ما ليس بحقيقة بمنزلة الحقيقة. فالحرب على الارهاب أخذت حيزا كبيرا في
الاعلام فعلى سبيل المثال وما نقلته حديثا الواشنطن بوست أن رئيس السي إن إن، ولتر
جاكسون طلب من مراسليه أن يذكروا الجمهور الأمريكي وعلى الدوام بقتلى 11 أيلول. وإننا
نرى بهذا الطلب أبقاء حادثة 11 أيلول حاضرة
في أذهان الامريكان وهذا من شأنه أن يسهل على أمريكا سياستها الخارجية وحروبا على
الاسلام
إن التضليل والتحيز في العمل الإعلامي يكاد يكون هو الأصل الآن في العالم. يقول بريجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون قبيل حرب الخليج الأولى "أنا آخذ فقط 20% من الأخبار السياسية المنشورة في الجرائد والتلفاز، أما الثمانون بالمائة الباقية، فإنها ببساطة كذب وتضليل".
والإعلام العربي هو إعلام منحاز وموجه، ويعمل على محاربة القيم الأصيلة للمسلمين، فهو يكرس مفاهيم تناقض الإسلام، ويروج لمفاهيم الإباحية والترفيه الساقط تحت دعاوى (الفن)، ويغالط في عرض الحقائق. وهو بهذا يمثل إعلام ظل للأعلام الغربي. جاء في جريدة الشرق الأوسط في 14-12-2005 تقريرا أعدته نيويورك تايمز يتحدث عن استراتيجية إعلامية جديدة مزمعة للإدارة الأمريكية السابقة تقوم على أساس ضرورة نشر أباطيل صرفة، بقصد تضليل العرب والمسلمين. ومما جاء في التقرير "تتضمن خطط الدعاية المطروحة للنقاش زرع قصص إخبارية... واختلاق وثائق مزورة، إضافة إلى إنشاء مواقع باللغة العربية على شبكة الإنترنت من أجل تقويض تأثير المساجد والمدارس الدينية، التي تقدم مواعظ معادية للثقافة الأمريكية".
إن التضليل والتحيز في العمل الإعلامي يكاد يكون هو الأصل الآن في العالم. يقول بريجنسكي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون قبيل حرب الخليج الأولى "أنا آخذ فقط 20% من الأخبار السياسية المنشورة في الجرائد والتلفاز، أما الثمانون بالمائة الباقية، فإنها ببساطة كذب وتضليل".
والإعلام العربي هو إعلام منحاز وموجه، ويعمل على محاربة القيم الأصيلة للمسلمين، فهو يكرس مفاهيم تناقض الإسلام، ويروج لمفاهيم الإباحية والترفيه الساقط تحت دعاوى (الفن)، ويغالط في عرض الحقائق. وهو بهذا يمثل إعلام ظل للأعلام الغربي. جاء في جريدة الشرق الأوسط في 14-12-2005 تقريرا أعدته نيويورك تايمز يتحدث عن استراتيجية إعلامية جديدة مزمعة للإدارة الأمريكية السابقة تقوم على أساس ضرورة نشر أباطيل صرفة، بقصد تضليل العرب والمسلمين. ومما جاء في التقرير "تتضمن خطط الدعاية المطروحة للنقاش زرع قصص إخبارية... واختلاق وثائق مزورة، إضافة إلى إنشاء مواقع باللغة العربية على شبكة الإنترنت من أجل تقويض تأثير المساجد والمدارس الدينية، التي تقدم مواعظ معادية للثقافة الأمريكية".
قال تعالى " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (8) سورة الصف
إن زمن الثورات الذى نحياه الأن قد أزال
الخطوط الحمراء التى خطتها الأنظمة ، فالأمة بحاجة ماسة إلى تفاعل صحيح
وبَنَّاء بين من يحمل مشروعاً لنهضتها على أساس الإسلام وبين أبنائها المخلصين من
رجال الإعلام حتى يصل هذا المشروع إلى الأمة كما هو من مصادره ، وبالتالى تفشل كل
مخططات الغرب ومن معهم من العملاء الذين يسعوَّن دون مللٍ للحيلولة دون وصول هذا
المشروع إلى الناس ، لأنه لو وصل فسوف تحتضنه الأمة وتضعه موضع التطبيق . وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين
No comments:
Post a Comment