Tuesday, November 11, 2014

المسجد الأقصى يستصرخ الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأرض المباركة.

المسجد الأقصى يستصرخ الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير الأرض المباركة.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

المسجد الأقصى في فكر وشعور الأمة الإسلامية

لقد وصف الله سبحانه وتعالى المسجد الأقصى وما حوله وأرض الشام عموماً بالبركة وثبتت قدسية الأقصى بالنصوص الشرعية فأرض فلسطين هي أرض إسلامية خراجية حكمت بالإسلام إلى أن هدم الكافر المستعمر الخلافة عام 1924 على يد مجرم العصر اليهودي مصطفى أتاتورك وبدعم من الإنجليز.
وبركة أرض فلسطين وما حولها قد ثبتت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)، ذكر ابن كثير في تفسيره قال: قال قتادة والحسن البصري: «هي أرض الشام». وقال تعالى: ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) و ذكر القرطبي في تفسيره أنها أرض الشام. فرسول الله صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وفق الآية القطعية السابقة، وفي حديث المعراج فإن معراجه عليه الصلاة والسلام إلى السماء كان من المسجد الأقصى.
والمسجد الأقصى هو مركز البركة في الشام. وأن البركة تعني الزيادة والنماء وقد ورد في التفاسير تكون البركة في الزروع والثمار ومجاري الأنهار وبما دفن حوله من الأنبياء والصالحين وانتهاء لحكم المتجبرين في الأرض. كما أن البركة تتعدى الأقصى إلى ما حوله من بلاد الشام التي تمتد من الساحل الشرقي من البحر المتوسط إلى الفرات ومن الشمال بلاد الروم وهي جنوب تركيا إلى شمال مصر وبلاد الجزيرة.  وبلاد الشام الان فهي فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وجزء من العراق.
وثبتت قدسيتها في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث روى ابن ماجه في سننه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة في مسجدي بألف صلاة ، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة)  رواه الطبراني في الكبير وابن خزيمة في صحيحه .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال صلى الله عليه وسلم : " المسجد الحرام " قال قلت ثم أي قال : " المسجد الأقصى " قلت كم كان بينهما قال : " أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة فصلي".
وقال صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: يا شام أنت صفوتي من بلادي، وأنا سائق إليك صفوتي من عباد).
وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الشام فقال: (طوبى للشام. قلنا: لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها) رواه أحمد والترمذي.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودا ًمجندة، جنداً بالشام، وجنداً باليمن، وجنداً بالعراق. فقال ابن حوالة: خر لي يا رسول الله، إن أدركتُ ذلك، فقال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم، واسقوا من غدركم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
وقال عليه الصلاة والسلام: (بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري، فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام) رواه أحمد والطبراني.
وقال: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة) رواه أبو يعلى وقال الهيثمي رجاله ثقات.
وقال عليه الصلاة والسلام: (الأبدال بالشام، وهم أربعون رجلاً؛ كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً: يُسقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب) رواه أحمد بإسناد حسن .
وقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صَفْوَةُ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَرْضِهِ الشَّامُ، وَفِيهَا صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ، وَلَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ثُلَّةٌ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عِقَابَ).
والمسجد الأقصى هو القبلة الأولى التي كان يصلي باتجاهها المسلمون لمدة 16 شهراً قبل أن تنزل آيات التحول باتجاه الكعبة المشرفة. قال تعالى: ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ )  البقرة/آية144
الحضور الكريم ،
لقد فتح بيت المقدس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 16 هـ وقد حرر صلاح الدين الأيوبي فلسطين بعد أن سقطت بيد الصليبيين المجرمين الذين قتلوا سبعين ألفا من المسلمين والعلماء في باحات المسجد الأقصى، وقام الخطيب محي الدين القُرَشِيُّ خطيب دمشق وألقى من على منبر المسجد الأقصى خطبة، قال في بدايتها: "فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين".  وحافظت عليها الخلافة العثمانية فالخليفة العثماني عبدالحميد الثاني رغم ضعف الدولة وحاجتها للمال لم يقبل عرض اليهود بتمليك جزء من ساحل فلسطين لليهود مقابل ملايين الليرات الذهبية وكتب لهم أن فلسطين ليست ملك يميني فهي للمسلمين جميعاً، وإذا ضاعت فلسطين يوماً ما فستأخذونها بلا ثمن، وهكذا كان. وقد كانت فلسطين محطة فاصلة في تاريخ الأمة الأسلامية، فقضي على التتار في عين جالون وانتهى حكم الدولة الصليبية الشرقية بعد حطين، وأنكفأ نابليون في حملة على الشرق على أسوار عكا، وستشهد هذه الديار المقدسة انتهاء إفساد يهود في العالم وسيقتل الدجال، ويقضى على يأجوج ومأجوج.
الحضور الكريم
لقد كان الحجاج في عودتهم، يزورون مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة في مسجده، ... ثم بيت المقدس للصلاة في المسجد الأقصى، ليس لاستكمال أعمال الحج، بل لأن الحج لبيت المسجد الحرام يذكرهم بالمسجدين اللذين قرنا به في حديث شد الرحال حيث قال صلى الله عليه وسلم: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى)، فيحرصون على الصلاة فيهما، تعبيراً عما يجيش في صدورهم من تقديس لهذين المسجدين.
ولا يزال الحجاج يعرجون في طريق عودتهم على المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيسلمون عليه ويصلون في مسجده، لكن التعريج على القدس والصلاة في المسجد الأقصى فلم يعودوا يفعلونه، لأن القدس، حاضنة المسجد الأقصى أسيرة بيد ألد أعداء الإسلام والمسلمين، فمنذ سقطت بقية فلسطين بيد يهود في العام 1967 والقدس وأقصاها يئنان من قيود الأسر، وتقاعس حكام المسلمين عن نصرتهما وتحريرهما وسائر أرض فلسطين السليبة، منذ ذلك اليوم الأسود والمسلمون محرومون من زيارة الأقصى، نعم إن الأقصى في قلوبهم لكن هل هو في عقولهم أيضاً، هل يفكرون في الطريقة التي يستطيعون بها زيارته والصلاة فيه واستشعار قدسيته وعظمته التي منحها له الإسلام ؟؟؟
وهنا نوجه سؤالا ماذا تفعل الجيوش العربية والإسلامية في ثكناتها؟ وما هو موقف علماء المسلمين الذين يتصدرون الفضائيات من حكامٍ رضوا بأن يبقى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يرزح ويئن تحت حراب يهود ومن قبله الاستعمار البريطاني لأكثر من تسعين عاما وهم الذين يملكون المال والسلاح الذي يقدر بالمليارات؟
يمنع المسلمون في العالم الإسلامي من الصلاة في المسجد الأقصى، حتّى أهله الذين على بعد أمتار منه يمنعون من دخوله لأداء الصلاة فيه. فحكّام المسلمين لم يكتفوا بالسكوت عن احتلال أرضه وأهل فلسطين يعانون ما يعانون؛ بل زادوا على ذلك أن فتحوا بلادهم للترحاب بيهود في معظم العالم الإسلامي، يفتحون السفارات والقنصليّات والهيئات والمقرّات التجارية وأن من ينتخب من حكام المسلمين لا بد أن يقدم الولاء لأمريكا باعترافه بدولة يهود ويخطب ودهم.
الحضور الكريم،
أن فلسطين وجوهرتها المسجد الأقصى ما كانت لتضيع لولا غياب دولة الخلافة التي هدمها الكفار وأعوانهم من الحكام المانعين والممانعين، وأن الانخراط في العمل لإعادة الخلافة التي بها تحرر فلسطين كاملة وفي مقدمتها الأقصى المبارك، وبها يعز المسلمون في كل الأرض، ورعاية الأقصى لا تكون بفرش السجاد أو بطلاء الجدران ولا بصناعة المنابر وترميمها، بل بالعمل المجد المخلص مع حزب التحرير وفق الطريقة الشرعية التي بينتها السنة المطهرة  وتبناها حزب التحرير، وهذه الطريقة موثقة في أدبيات الحزب تم استنباطها وفق اجتهاد صحيح من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أنه يغلب على ظننا أنها الطريقة الوحيدة لقيام الدولة الإسلامية لأنها وفق أسس الأجتهاد الشرعي. وذلك لتكرار واقع المسلمين اليوم بواقعهم في مكة المكرمة.
أيها الأخوة: إن قضية فلسطين وقضية الشيشان والبوسنة والهرسك وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وبورما وأفطاني في تايلاند والروهينجا في بورما وغيرها من القضايا تشكلت بسبب غياب الحامي والراعي لقضايا المسلمين وهي الخلافة الإسلامية، والقاعدة الفقهية أن ملا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فلا حل  لقضايا المسلمين وتخليصهم من الذل  إلا بالعمل على أيجاد كيان المسلمين الذي يوحدهم ويرعى شؤونهم وفق أحكام الشرع وهي الخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية.
الحضور الكريم،
إن القيام بالعمل مع العاملين لإيجاد هذا الكيان السياسي للمسلمين هو من أفضل الأعمال وهو فرصة تاريخية لمن أراد أن يحصل على أجر العاملين لإقامة الدين فهو عمل السابقين الاولين. فالرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم هم من أقاموا الدين بكيان دولة الإسلام المتمثل في المدينة المنورة بعد تحويلها من دار كفر إلى دار إسلام، وأنه وبعد سقوط دولة الخلافة الإسلامية فقد تحولت بلاد المسلمين مرة أخرى إلى دار كفر، فلم تحصل هذه الحالة إلا في زمننا، وهذا موسم وفرصة لمن أراد الأجر من عند الله، فقد روى الترمذي وأبو داود وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. وفي رواية: قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم).

هل الواقع السياسي اليوم يساعد على عودة الخلافة من جديد

قضى الكافر المستعمر على حكم الاسلام المتمثل بالخلافة العثمانية في العام 1924 وأقام الكافر على أنقاض دولة الخلافة دولا وكيانات باتفاقية تسمى اتفاقية سايكس وبيكو بين انجلترا وفرنسا لتقاسم إرث دولة الخلافة الإسلامية. واتخذت هذه الكيانات السياسية والتي يزيد عددها عن 55 دولة حدوداً وعلماً ونشيداً وطنياً. كما نصب عليها حكام عملاء له يحافظون على مصالح الاستعمار ونهب ثروة المسلمين ويمنعون أية حركة للأمة من أجل إعادة لحمتها من جديد في دولة الخلافة الراشدة الثانية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة في الحديث الصحيح الذي أخرجه الحاكم في مستدركه :(أَعَاذَكَ اللَّهُ يَا كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: أُمَرَاءُ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِي لَا يَهْتَدُونَ بِهَدْيِي وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا يَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُونَ عَلَيَّ حَوْضِي).
والمسلمون في ظل دول ما يسمى بالعالم العربي والإسلامي أصبحوا أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام، قال عليه الصلاة والسلام:(يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها "، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن"، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: " حب الدنيا، وكراهية الموت ").
الحضور الكريم، 
إن التخلف السياسي هو سيد الموقف للأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، بل قل التبعية للكافر المستعمر فهم يتقاتلون ويتصالحون وفقا لما يريده أسيادهم في الغرب، فلم يستطيعوا حل قضية واحدة من قضايا المسلمين الهامة. فهم يعتبرون قضية فلسطين نزاعا بين العرب والإسرائيليين يحل في أروقة الأمم المتحدة، وتاريخ خذلانهم لقضية المسلمين في فلسطين حدث ولا حرج فالنكبة عام 1948 ثم تليها حرب 1967 أظهر فيها الحكام أنهم ليسوا ندا ليهود وليقنعوا المسلمين بقوة هذا الكيان وتكتمل فصول المسرحية باتفاقية السلام بين مصر مع يهود في العام 1977 ثم أوسلو في العام 1993. أما دخول بيروت من قبل يهود ومذابح صبرا وشاتيلا كان استمرارا لنهج الخذلان الذي ينتهجه القادة السياسيون من حكام دول الضرار في العالم الاسلامي، ولمس الناس تخلي حكام المسلمين عن قضية فلسطين بعد النكبات  والانتفاضات  والحروب التي أودت بحياة الآلاف من المسلمين في فلسطين وما جاورها، فلم نرى أو نسمع سوى اجتماعات ينتج عنها بيان شجب واستنكار ثم ترفع القضية إلى أروقة الأمم المتحدة التي لم تنصف المسلمين قط. ولا ننسى التخلف السياسي لهؤلاء الحكام حين خذلوا المسلمين في سوريا واعتبروا ما يحدث من قتل وقصف طال البشر والشجر والحجر في سوريا هو أزمة داخلية يمكن حلها من خلال المبعوثين الدوليين من الدابي إلى بان كي مون وأخيرا الأخضر الابراهيمي والذي قيل أنه استقال لاستعصاء ثورة الشام على السرقة والحرف، ونسأل الله أن يتم للمسلمين الفرحة بقيام الخلافة من الشام التي قال عنها رسول الله الشام عقر دار المسلمين.
وفي مقابل ضعف الحكام السياسي نجد أن الدول العربية والإسلامية تتصدر قائمة الدول العالمية في إبرام صفقات التسلح وتنفق المليارات في شراء أسلحة من الغرب وتقوية جيوشهم والتي لم تنصر قضاياهم قط، فمثلا طاغية الشام وعلى مدار أكثر من أربعين عاما وهو يسلح جيشه بحجة الممانعة والتوازن الاستراتيجي مع العدو الصهويني فلم يقم بقصف أي من الأهداف الإسرائيلية مع أنهم كانوا من حين إلى آخر يقصفون بعض الأهداف العسكرية للنظام السوري وفي المقابل يقصف حمص بمئات القذائف والبراميل المتفجرة خلال ساعة فقط بل وتستمر الحرب لأكثر من ثلاثة أعوام.
ويعتبر خبراء الغرب أن صفقات شراء الأسلحة دون دراسة واعية يجعل منها أنها الصفقات الأغبى في التاريخ، فالسلاح يتحول إلى خردة بعد فترة من شرائه، وربما يزيد العبء المادي من أجل التخلص منه بعد أن يتحول إلى خردة. وهذا يبرر أنهم فقط يشغلون مصانع الغرب ويوفرون آلآف الوظائف لأبنائهم ويقيلون عثرات اقتصادهم المتعثر.
الحضور الكريم،
هؤلاء الحكام منعوا تحرير فلسطين وأضروا بمشروع الأمة المتمثل بالخلافة الإسلامية وذلك بمحاربتهم لأية حركة في الأمة من أجل الحكم بما أنزل الله، وقد وصفوا العاملين للأسلام بأوصاف مثل الرديكالية والتطرف والإرهاب وقاموا بقتلهم بل وبالتعاون مع الدول الغرب وشنوا حروباً على أمتهم في العراق وأفغنستان واليمن وغيرها من بلاد المسلمين وسنوا قوانين تجيز لهم منع أي تحرك للمخلصين في الأمة. هؤلاء الحكام ليسوا من جنس الأمة بل من جنس عدوها، وإزالتهم من أفضل الأعمال عند الله.
إننا رغم الواقع المرير الذي يعيشه المسلمون، فإننا سائرون في الطريق التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيام الدولة الإسلامية بطلب النصرة من أصحاب القوة والمنعة وهم قادة الجيوش والتشكيلات العسكرية، فوعد الله لعباده المخلصين حتماً متحقق ما دمنا متمسكين بحبل الله المتين يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) فهي طريق الخلاص لأهل فلسطين وطوق النجاة للأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها، وأن ما أصاب المسلمين من ذل واستعمار لابد زائل، فالله سبحانه وتعالى يمحص عباده المؤمنين يقول تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾

فرض الخلافة

والخلافة هي الكيان السياسي الذي كان يحكم المسلمين في العالم، يقول الإمام القرطبي في تفسيره «الجامع لأحكام القرآن» عند تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (.. هذه الآية أصلٌ في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع، لتجتمع به الكلمة، وتنفذ به أحكام الخليفة. ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم.
وإقامة خليفة فرض على المسلمين كافة في جميع أقطار العالم. بل هو تاج الفروض كما قال العلماء فهي الوعاء الذي يحفظ أحكام الإسلام والحارس عليها وعلى وحدة الأمة، يقول مؤرخ الحضارة الإسلامية ابن خلدون العرب من أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والانفة وبعد الهمة والمنافسة في الرياسة، ولم يجتمع أمرهم إلا على ثنتين النبوة والخلافة) اما النبوة فقد انتهت بموت النبي عليه السلام، فلم يبق إلا الخلافة لا يجتمع أمرهم إلا عليها)
والخليفة هو الذي يطبق أحكام الشريعة ويجعلها قوانين نافذة، وهو الذي يحفظ الدين ويذود عن حمى المسلمين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ). والإمام جنّة: أي كالستر لأنه يدفع العدو من أذى المسلمين ويمنع الناس بعضهم من بعض ويحمي بيضة المسلمين
أما الأدلة على وجوب إقامة الخليفة على المسلمين كافة:
أولا: ما ورد في كتاب الله
قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء، وخطاب الله للرسول هو خطاب لأمته ما لم يرد دليل التخصيص
وقال: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) المائدة،
كما أنه الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿... وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ويقول: ﴿... وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾، ويقول: ﴿... وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
ثانيا: ما ورد السنة في المطهرة وأجماع الصحابة بأقوال وأفعال تبين أن الخلافة هي طريقة إقامة هذا الحكم،
روى مسلم عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم). وعن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية).
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما) رواه مسلم،
وقال صلى الله عليه وسلم: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) رواه مسلم، والبيعة تكون للأمام على تطبيق شرع الله.
كما انعقد إجماع الصحابة على مبايعة خليفة واحد للمسلمين بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وكان خلافهم في سقيفة بني ساعدة في المدينة المنورة على من يخلف رسول الله حيث تم دفنه صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثة أيام من وفاته مع أن دفن الميت فرض على المسلمين وذلك بعد تنصيب أبو بكر خليفة للمسلمين من قبل أهل الحل العقد.
 كما روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر). فالأمر بطاعة الإمام أمر بإقامته، والأمر بقتال من ينازعه قرينة على الجزم في دوام إيجاده خليفة واحداً.
أما مبشرات قيام دولة الخلافة مرة أخرى:-
·        يقول الحق سبحانه وتعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). وهذه الآية القرآنية تبشر المسلمين بالإستخلاف في الأرض والانتصار على عدوها.
·        عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء).
 فالمقصود بالغرباء: هم أهل الاستقامة، والذين يصلحون عند فساد الناس، إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور وقلَّ أهل الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين الله، ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين، هؤلاء هم الصفوة، وهم الذين قال الله فيهم وفي أشباههم: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ)،" ما تدعون: أي ما تطلبون.
·        الحديث الذي رواه الأمام أحمد: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).
·        وروى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا)
·        وروى أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ)
·        وروى أحمد قال عبد الله بن عمرو: بينا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكتب إذ سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية ؟ . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مدينة هرقل تفتح أولا "، يعني القسطنطينية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

No comments:

Post a Comment